حديث الجمعة
خطّ أحمر
أثارت ردود الأفعال الساخطة على برنامج "سفيان شو" اهتمامي فدفعتني لمشاهدته، رغم أنيّ صُمت منذ سنوات على التلفزيون التونسي كمئات الآلاف من أبناء جلدتي. طبعا، لم أستطع أن أقضي أكثر من خمس دقائق أمام التلفزيون. ولأسباب قضائية بحتة، سأحتفظ برأيي الخاص في هذا "الشو".
لكن لن توقفني لا المحكمة ولا أي شيء آخر إزاء نقطة أخرى سجلتُها في هذا البرنامج والمتمثلة في بثّ إعلان مستفزّ لإذاعة "موزايك أف أم" !!!
قد يرى البعض أن ذلك جائز، على الأقل من وجهة نظر تجارية. إلا أنّ الأخلاق والأصول تحظره .
فمؤسسة التلفزة التونسية، بصفتها الحكومية، ورغم انفصالها قانونيا عن شبكة الإذاعات الرسمية، تبقى منافسا لإذاعة "موزايك أف أم". كما أنّ المؤسسة، التي يدفع المواطن من جيبه شهريا لكي تعيش هي، تتخبط، كما مؤسسة الإذاعة التونسية، في أزمة جمهور خانقة، إلى جانب مشاكلهما الداخلية التي لا تنتهي.
وبالتالي، من الأجدى أن تفرض – نعم تفرض - إدارة المؤسسة على القائمين على برنامج "سفيان شو" إمّا بثّ إعلان للإذاعة الدولية أو إذاعة الشباب أو الإذاعة الثقافية التي يجهل التونسيون بوجودها أصلا أو التخلّي عن مثل هذه الإعلانات نهائيا !!!
الأخطر، أنّ بثّ إعلان "موزايك أف أم" لم يتوقف عند برنامج "سفيان شو" بل شمل أيضا برامج أخرى تنتجها شركة "كاكتوس"، علما أنّ هذه الشركة مملوكة كإذاعة "موزايك أف أم" من مجموعة "كارطاغو"، حسب الموقع الرسمي لها.
الخطورة تكمن، هنا، في تحويل مؤسسة التلفزة التونسية، وبالتحديد قناة تونس 7 إلى فضاء إعلامي للتأجير لحساب من هبّ ودبّ وبطرق غريبة عجيبة[*]، دون أدنى اعتبار لتاريخ المؤسسة أو احترام لمموّلها الرئيسي وهو المواطن ولا حتى اكتراث لقوانين السوق التي تحرّم الاحتكار.
وهذا مرفوض جملة وتفصيلا !!!
[*] في حديث صحفي، قال أحد القائمين على المسلسل الرمضاني "مكتوب" الذي أنتجته شركة "كاكتوس" – أيضا !!! – مقابل ميزانية فاقت ما ترصده وزارة الثقافة للأعمال السينيمائية سنويا، قال : "ارتكبنا بعض الأخطاء في الجزء الأول وسنحاول تجاوزها في الجزء الثاني". وكأنّ قناة تونس 7 تحوّلت إلى مخبر للتجارب !!!
بسام بونني، صحفي تونسي مقيم بالدوحة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire